-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
بالواسطة يحاول «حزب الله» التنكر من حكومة حسان دياب اقتصادياً، مع إبقاء الحماية والتبني لها سياسياً.

تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري حول وفاة قص الودائع «الهير كات»، الذي نادت به الحكومة ما كان ليخرج من قصر عين التينة لو لم يكن حزب الله موافقاً عليه. فالمتحدث باسم الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) لطالما كان بري. أحد كبار مهندسي الإصلاحات الحكومية المالية وعلى رأسها «الهيركات» هو وزير المالية غازي وزني الممثل للثنائي الشيعي في الحكومة، وبالتالي فالمشروع الذي رفضه هذا الثنائي، وزيرهما في الحكومة هو من صنّاعه وحاول الترويج له في البداية..!


فماذا يحصل ولماذا يعارض حزب الله وحركة أمل مشروعاً شارك فيه وزير يمثلهما؟

كل المؤشرات تدل على تخبط يعيشه حزب الله في قيادته للدولة بعدما قبض على الأكثرية النيابية وقبلها على رئاسة الجمهورية، وأخيراً على الحكومة برمتها. لقد اعتاد الحزب طوال السنوات السابقة على فرملة وعرقلة عمل كل الحكومات إن خرجت عن المسار المحدد لها. لقد امتهن الحزب إلى درجة الاحتراف عرقلة كل المشاريع التي ينظر إليها بعداء، نجح في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية لأكثر من عامين، ونجح قبل ذلك في تعطيل عدد من الحكومات، وأولها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2007، لكنه لم ينجح في إدارة أي حكومة جاء بها كاملة برغم عدم وجود قوة معتبرة تسعى لإفشاله أو أقله عدم امتلاك أي قوة أخرى القدرة على إفشاله. يجد حزب الله اليوم نفسه في موقع العاجز، فلا هو قادر على إسقاط حكومته، ففي ذلك هزيمة له ولمعسكره، ولا هو قادر على إنجاحها، فكل طرقات الإصلاح تؤدي إلى تقليص نفوذه ونفوذ حلفائه في السلطة والشارع.

وحكومة دياب تكاد تكون ساقطة بالسياسة، فهي أشبه بجثة هامدة، إلا أن أصحابها لم يتفقوا بعد على دفنها، فقد تؤخر جائحة كورونا عملية الدفن، وتؤخر الانفجار، لكن لكل جائحة نهاية وحينها سيكون المأزق بالنسبة للحزب وحلفائه.

كل المؤشرات تقول إن لبنان قادم على مرحلة صعبة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ولأن الدولة قد قبض عليها حزب الله كاملة فهو المسؤول عن كل ما يحصل وما سيحصل، وهنا تكمن أزمة الحزب وقيادته العاجزة عن الحكم أو عن صناعة رؤية للحكم.

البعض يذهب أبعد من ذلك حيث يقول إن فشل حزب الله في الحكم يماثل فشل حلفائه في الحكم في العراق وفي اليمن لا بل يماثل فشل الراعي الأكبر لكل هذا المحور أي الملالي في حكم إيران. إنه فشل منظومة كاملة لا تجيد الحكم وصناعة المؤسسات، وحكومة دياب في لبنان آخر إرهاصاتها.